فتشت في ذاكرتي عن بقايا صوره التي كانت السنين تحاول طمسها
رغماً عني
فوجدت أن الذاكرة خبأت مخزوناً كبيراً عنه في غفلة السنين والأيام
والغربة والبعد تبعث الحنين والشوق لأشياء لا تخطر على البال في دار الإقامة
فكانت هذه القصيدة نتاج لذلك الحنين والشوق للشتاء في قريتنا الجميلة
نفحة من صدى الأيام...........
رَعْدٌ وَبَرْقٌ عَلَى شُبَّاكِ مِنْزِلِنَا دفئٌ بداري فَمَا خَوْفِي مِنَ البَرْدِ أَمْطَارُ لَيلٍ عَلَى شُبَّاكِنَا نَقَرَتْ والرِّيْحُ تَعْزِفُ أَنْغَاماً بها طَرَبي جَاءَ الشِّتَاءُ بِأَحْلامٍ مُغَيَّبَةٍ تلكَ الحقُولُ ومَا نَنْسَى مَعَالَمَهَا مِثْلُ الجَزِيْرَةِ تَلْقَى كُلَّ قَرْيَتَنَا أَشْجَارُ جَوْزٍ مِنَ الأوْرَاقِ خَالِيةٌ مَدَّت يَديها إلى البَارِي لَتَدْعَوَهُ ذَرَّاتُ ثَلْجٍ عَلَى أَشْجَارِنا نُثِرَتْ هيا تَعَالوا ولا تَنْسَوْا مَعَاطِفَكُم بَرْدِي شَدِيدُ فَأخْشَى اليومَ مِنْ بَرَدِي تِمْثَالُ ثَلْجٍ بِوَسْطِ الحِيِّ نَصْنَعُهُ نجْرِيْ ونَضْحَكُ لاشَكْوَى ولا ضَجَراً يا نفْحةً مِنْ صَدَى الأيَّامِ مُبْهِجَةً عبد الكريم جعمور أبو عاصم | | | يا قلبُ افْرَحْ فَقَدْ عَادَتْ ليالينا أشْعَلْتُ ناري عَلَى مَهْلٍ تُدَفِّيْنا أهلاً وسَهْلاً بمَنْ جَاءَ يُسَلِّينا حُلْوَ الحدِيثِ بألْحَانٍ تُحَاكِينا مِنْذُ الطُّفُولَةِ مَا أَحْلاكَ مَاضِينا وَقْتَ السُّيولِ إذا مَرَّت بِنَا حِيْنَا وَ الطَّيرُ يَعْلُو على شُطْآنِ وَادِينا تَسْتَقْبِلُ الرِّيحَ لَو مَرَّتْ بَسَاتِينا كي يَحْصُلَ الخيرُ قَالَ الطَّيرُ آمِينا بِصَوتِ شَوقٍ لكي نَلْهُو تُنَادِينا بَعْدَ السِّنينِ فَلَمْ تَنْسَ أَسَامِينا يَقْسُو عَليكُمْ وَ مَا كَانَتْ لِتُؤذِينا طولَ النَّهَارِ وَ مَا كَلَّتْ أَيَادِينَا نَرمِي الثُّلُوجَ على الماشِي بِنَادِينَا أَرْجَعْتِ رُوْحاً مِنَ الماضِي لِتُحْْينَا |