ناعس الطرف
يَا نَاعِسَ الطَّرْفِ الكَحِيْلِ إِنَّكَ ........تُصْمِي الفُؤَادَ بِرِقَّةِ الأهْدابِ
اِرْحَمْ فُؤَاداً دامياً قَدْ جُرِّحَ ........بِسِهَامِ مُقْلَةِ أَحْوَرٍ وَحِرَابِ
مَا كَنْتُ أَعْرِفُ فَتْكَ طَرْفِكَ عِنْدَمَا........هَجَمَتْ جُيُوْشُكَ جَهْرَةً لِرِحَابِيْ
صَبَّحْتَنِي وَالعَزْمُ مِنِّيْ خَائرٌ........وُفُلُوْلُ حَزْمِيْ آذَنَتْ بِذَهَابِ
فَدَكَكْتَ حِصْنَ تَمَنُّعِيْ وَتَرَفُّعِيْ........وَغَرَسْتَ رَايَاتِ الهَوَى بِهِضَابِي
وَفَتَحْتَ رُوْحِيْ قَبْلَ قَلْبِيْ عُنْوَةً........ثُمَّ اتَّخَذْتَ أَعْيناً لِطِلابِيْ
حَاوَلْتُ جُبْناً أَنْ أَفِرَّ جَاهِداً........فَفَقَدْتُ مِنْ هَوْلِ الطِّلابِ صَوَابِي
فَاسْتَسْلَمَ القَلْبُ الضَّعِيْفُ لِحِزْبِكَ........وَفَتَحْتُ لِلرِّيحِ العَتِيَّةِ بَابِيْ
فَأَسَرْتَنِيْ فِيْ قَيْدِ حُبِّكَ مُعْلناً........لِلْعَاشِقِيْنَ فِي البِلادِ عِقَابِي
هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَعَرَّضَ لِلْهَوَىْ........يَبْقَى السِّنِيْنَ مُنَكَّلاً بِعَذَابِي
أَهْوَاكَ رَغْمَ هَزِيْمَتِيْ مُتَعَرِّضاً........لِلْوَصْلِ مِنْكَ فَاسْتَمِعْ لِخَطَابِيْ
اِجْعَلْ لِهَذَا الفَتْحِ بَعْضَ قَدَاسةٍ........أَعْلِنْهُ حُبّاً طَاهِرَ الأثْوَابِ
أَعْلِنْهُ عِشْقاً رَائِعاً مُتَنَاغِماً........لِيَكُوْنَ يَوْماً مُتْعَةَ الكُتَّابِ
فَتَفُوْحُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ أخَبَارهِ........عِبَرٌ تَنَالُ وَقْفَةَ الإعْجَابِ
عبد الكريم جعمور