حَدِيثُ الذكريات
لا لَيْلَ يمْضِي وَلا هَمِّي يُخَلِّيْنِي فَالذِّكْرَيَاتُ مِنَ الأمْسِ غدتْ تلْهو نادتْ وقالتْ فَقَدْتَ العُمْرُ فِي عَجَلٍ هَلا رَجَعْتَ إلى عَقْلٍ سيرْدُعكَ اِرْجِعْ كَطَيْرٍ إِلَى عُشٍّ سَتَلْقَاهُ اِرْجِعْ إِلَيْهِ فَشَمْسُ العُمْرِ قَدْ أَزِفَتْ فُتِنْتَ فيْ غُرْبةٍ لا زِلْتَ تَحْيَاهَا دَنْياكَ مِثْلُ فَسِيْحِ الكوْنِ لو بانتْ حاسبْتُ نفْسي وَسُوْطُ البعْدِ يَجْلِدُهَا مَاذَا جَنَيْتُ وَكُلُّ العُمْرِ فِي تَعَبٍ لا مَالَ عنْدي مِنَ التَّرْحالِ أجْمعُهُ لا صَحْبَ قُرْبِي إِذَا بَانَتْ عَلَى طُرُقِي مَضَى الشَّبَابُ وَوَلَّتْ بَسْمَةُ الرُّوحِ كَانَ الشَّبَابُ كَمِثْلِ الرَّوْضِ فَتَّاناً فَرَّطْتُ دهْراً بأشْياءٍ وَأَشْيَاءٍ قُرْبُ الأحِبَّةِ هَلْ شَيْئٌ يدانيْهِ عَيْشُ البَساطةِ مَا أحْلاهُ مِنْ عَيْشٍ يَا مَنْ يَرُوْحُ إِلى أَكْنَافِ ضَيْعتِنا لا تَنْسَ - عُذْراً - لأشْوَاقِي فَحَمِّلْهَا للسَّيْحِ للسَّاسِ حتَّى النَّهْر بلِّغهُ لبيْدر القمْح للأشْجارِ والزَّهرِ لعلّ طيْرٌ من الحقوْلِ يأْتيني عبد الكريم جعمور | ليْلي طَوِيلٌ وَأحْزَاني تُبَكِّيْني بِالرُّوْحِ مِنِّي ومِنْ بُعْدٍ تُنَاديْني وَالشَّيْبُ بَانَ كَثَلْجٍ فِي كَوَانِيْنِ عَنْ تيْهكَ الضَّالِّ في كلِّ الأحايينِ يَزِيدُ حُسْناً عَلَىْ قَصْرِ السَّلاطِيْنِ عَلَى المَغِيْبِ وَلا زَلْتَ كَمَفْتُوْنِ لكنَّ عيْشكَ فيْها كالمساجينِ ما الْعيشُ فيْها سِوَى عيْشِ الزَّنازينِ هَلْ عِشْتُ دُنْيَايَ إِلا كَالمَسَاكِينِ يَمْضِى سَرِيعاً وَبالأوجَاعِ يُبْلِينِي إِذَا قَسَى النَّاسُ وَالدَّهْرُ يواسِيني أَشْوَاكُ قَهْرٍ تَرَاها كَالسَّكَاكينِ وما شبعْت نَسِيماً مِنْ بَسَاتِيني وَالآنَ تَلْقَاهُ مَقْطُوفَ الرَّيَاحِينِ كَانَتْ عَلَى العُمْرِ نَقْشاً كالعَنَاوِينِ قُرْبُ الأحَبَّةِ نُورَ القَلْبِ يُعْطِينِي فِيْ قُرْبِ أَهْلِي فَلا تَكْدِيْرَ يُشْقِيْنِي حَمِّلْ سَلامِيَ أَطْيَارَ الحَسَاسِينِ لَلْوَعْرِ لِلتَّلِّ ثُمَّ لِلطَّوَاحِينِ حنين قلْبي وآهاتاً تُعَنِّيني لدرْبِ مدْرستيْ و للدّكاكينِ بقشَّةٍ في تَغَرُّبي تعزِّيْني |