الرحيل........................................
لَمْلِمْ مَتَاعكَ إِنَّ الصُّبْحَ قدْ دَهَمَ اِرْحَلْ صَبَاحاً ولا تنْسَ خَلائِقكَ اِمْسَحْ دموْعكَ لَوْ كُنْتَ بِذِيْ ولَعٍ تَشُدُّ رحْلك مخْموْراً بغرْبتكَ تمْضِيْ بَعِيْداً إِلَى أَرْضٍ لَهَا سُنَنٌ شُدَّ الشِّرَاعَ فَبَحْرُ الهَجْرِ هَدَّارٌ مَا كانَ ضرَّكَ لوْ عِشْتَ بِهِ زَمَناً يَا مَنْ بَهارجُ مِنْ أَلْوانَ تخْدَعُهُ حُبُّ المَظَاهِرِ قَدْ أَرْدَاكَ فِي عِلَلٍ هَجْرُ الأَحِبَّةِ وَالأَوْطَانِ قَتَّالٌ وَالعُمْرُ يَمْضِي بِلا نَوْلٍ لِصَاحبهِ منْ ذكْرياتٍ إذَا جَالتْ روائِحها عَهْدُ الشَّبيْبةِ مَا أَحْلاهُ مِنْ عَهْدٍ وَالصَّحْبُ قُرْبَكَ كَالأزْهَارِ تَبْتَسِمُ تَقْضِي اللَيَالِي عَلَىْ أَنْغَامِ أُغْنِيَةٍ يَا نَفْسُ عُوْدِيْ إِلَىْ رُشْدٍ يُبَصِّرُكِ فَاسْتَعْمِلِي الحَزْمَ فِي الكَفِّ عَنِ السَّفَرِ آنَ الأَوَانُ لِكيْ نَحْيى ببلْدتِنا | واحْملْ فؤاداً سَيَشْكِوْ حُرْقَةَ الشَّجَنِ أَنْتَ المُلامُ فَقَدْ فَرَّطْتَ بِالوَطَنِ بِالدَّارِ صِدْقاً لَمَا أُوْلِعْتَ بِالمُدُنِ كُلُّ الحَضَارَةِ بَعْدَ الدَّارِ كَالعَفَنِ تُرْدِي السَّلِيْمَ لِيَبْقى وَاهِيَ البَدَنِ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ سِوَى رُبَّانَ ذِي فِطَنِ كُنْتَ أمِنْتَ مِنَ الآفَاتِ والمِحَنِ إِنَّ البَهَارِجَ تُرْدِي النَّاسَ فِي الفِتَنِ هَدَّتْ قِوَامَكَ مِنْ ضَعْفٍ ومِنْ وَهَنِ وَيُرْجِعُ المَرْءَ كالملْفوفِ في الكَفَنِ إِلا التَّذَكُّرُ مَا قَدْ مَرَّ في الزَّمَنِ في الرُّوْحِ صَارَ كمثْلِ الطَّيْرِ في الغُصُنِ لا فِيْهِ همٌّ ولا شَكْوىْ مِنَ الحَزَنِ تَشْفِي الْقُلُوْبَ ومَا فِي النَّفْسِ مِنْ إِحَنِ فِيْهَا الهَنَاءُ فَتَحْظَى الرُّوْحُ بِالسَّكَنِ حَيَاتُكِ الدَّهْرَ تَنْأَيْنَ بِلا ثَمَنِ وَلَا تَظُنِّي بأَنَّ الوَقْتَ لَمْ يَحِنِ فَالعَيْشُ فِيْها كَعَيْشِ الرُّوْحِ فِي عَدَنِ |