ناءٍ عنِ الأوْطَانِ
ناءٍ عنِ الأوطانِ غَيرَ أَنَّني .... يَحْيى بِقَلْبي حُبُّ ذَاكَ الموْطِنِ
لَو عُشْتُ دَهْراً في مَجَاهلِ غُرْبةٍ .... بَقِيَ الحنينُ إِلى الدِّيارِ يَهُزُّني
أَمْشِي دُرُوباً لَو مَشَاهَا حَاذِقٌ .... غطَّتْ صفاوة عقله المتفطِّنِ
وَغَدَا لِثِقْلِ هُمُومِهِ يَحْيَى بِلا ..... شوقٍ لأهلٍ في مُرُورِ الأزْمُنِ
مرَّتْ عَليَّ مَصَاعبٌ شَابَتْ لها .... لِمَمُ الرِّجَالِ في الزَّمَانِ المُحْزِنِ
لَكِنَّني رَغْمَ الصِّعِابِ لَمْ أَزَلْ .... أنأى بِروحي نحوَ عِشْقٍ مُمْكِنِ
عِشْقُ الدِّيارِ وَمَنْ يَعِيشُ بِدَوحِهَا .... أَنْسَى فَؤَادِي كُلَّ هَمٍّ لَفَّني
في بحرِ همٍّ قدْ تَلاطَمَ مَوجُهُ .... تَبْقَى بِلادِي مِثْلَ دَوْحٍ مُفْتِنِ
أحيى برُوحي سَاكناً فيها ولا .... أَرْضَى سِوَاها مِنْ بِلادٍ مَسْكَني
لو مرَّ طَيفٌ مِنْ تَذَكُّرِ أَمْسِهَا .... وُلِدَتْ مَشَاعِرُ في الفؤادِ سَتُحْيني
وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلى جَمَالٍ سَاحِرٍ ..... مِنْ حُسْنِهِ نَظَرُ الخلائِقِ يَنْحَني
لكنَّ قَلَبي مُرْتَوٍ سِحْراً ولا .... كلُّ الجمَالِ في البلادِ يَشُدُّني
بُهِرَ الفُؤادُ في بَهَاءِ مَوْطِني .... وجمالهُ عِنْ كُلُّ حُسْنٍ صَدَّني
لَمْ يَبْقَ لي في غُرْبتي هُنَا سِوَى .... ذِكْرَى الأحبَّةِ للحَيَاةِ تَرُدُّني
ما مرَّ يومٌ في حَيَاتيَ كُلِّهَا .... إلا حنيناً للبلادِ يَزَيدُني
أَحْيى علَى أمَلِ الرُّجُوعِ تاركاً .... شَجَني الذي في غُرْبتي قَدْ هَدَّني
مع تحيات
الطير المهاجر