لا يجب أن يقتصر دور الطبيب على تشخيص المرض ووصف الدواء فهناك دور أهم وإن غاب دائمًا الحوار.
أصبح حديث الكوليسترول حديثا منتشرا أظن يعرفه الناس جميعا على اختلاف مستوياتهم الثقافية ومعلوماتهم الغذائية لكن رغم ذلك تغيب بعض الحقائق المهمة التى لا يتضمنها تلك القائمة التى يناولها لك الطبيب ربما مطبوعة بالمسموح والممنوع من الأطعمة التى لها علاقة بارتفاع الكوليسترول.
● يصنع الكبد ما لا يقل عن ثمانين بالمائة مما يدور فى الجسم من كوليسترول لكن نسبة العشرين بالمائة التى تتناولها فى غذائك لها أهميتها الخاصة لذا إذا ما اكتشفت أن نسبة كوليسترول الدم عالية ابدأ بما تأكل فربما كان الغذاء وحده هو مفتاح العلاج.
● التدخين والضغوط العصبية والنفسية لها أثر كبير على ارتفاع نسبة الكوليسترول خاصة الردىء منه فانظر فى أمرها بحزم.
● الحركة وبعض من النشاط الرياضى الذى يلائم سنك وظروفك المحيطة كسكنك (البيت الذي تسكنه) ومواصلاتك له أثر أيضا كبير على نسبة الكوليسترول الحميد فلا تتردد أبدا فى اختيار ما تراه مناسبا وربما كان من الأفضل أن تستعين فى البداية بنصائح مدرب رياضى من العاملين فى مجال التأهيل.
● تؤكد كل الدراسات الحديثة أن أفضل الأنظمة الصحية للطعام على وجه الاطلاق هو الطعام اليومى الذى يأكله سكان البلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط، الخضراوات والفاكهة الطازجة وزيت الزيتون الذى يضاف باردا إلى كل أنواع السلطات ومنتجات الألبان «اللبن والجبن» الأسماك والسردين والبذور والألياف والخبز الأسمر والمكسرات فلا تتردد فى أن تشارك الأصدقاء لقمة هنية قليلة الكوليسترول.
● تناول الأطعمة الغنية بالدهون المتحولة هو أهم العوامل الغذائية التى تتسبب فى رفع نسبة الكوليسترول فى الدم الدهون المتحولة هى الدهون والزيوت الصناعية «من أصول نباتية» التى تصنع بتمرير غاز الهيدروجين فيها لتكتسب خواص صناعية فى شكل الطبيعية «رائحة وطعم الزبد البلدي كما تذكر الإعلانات».
هى الدهون الصناعية التى تستخدم فى صناعات والحلوى والجاتوهات وكل أنواع المقرمشات والبطاطس المقلية فى سلاسل المطاعم المعنية بالوجبات الجاهزة أيضا حلوى الدوناتس كلها مأكولات واردة من الغرب مع رياح العولمة.
● الدهون المشبعة هى الدهون التى نعرفها فى الزبد الطبيعى والزيوت ونجدها فى اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان وزيت جوز الهند وزيت النخيل ما يجب أن نتذكره جيدا أن الدهون المشبعة لا توجد فى البيض وتوجد فى كميات قليلة فى الزيوت النباتية مثل زيت الذرة وعباد الشمس أيضا تغيب الدهون المشبعة أيضا عن منتجات الألبان خالية الدسم.
● الكوليسترول يوجد فى المنتجات الغذائية من أصل حيوانى كاللحوم الحمراء والدجاج والبيض ومنتجات الألبان والحيوانات البحرية مثل القشريات المختلفة ومنها الجمبرى والاستاكوزا.
هنا تغيب حقيقة دائما ما يجب توضيحها: الأمعاء لا تمتص الكوليسترول الحيوانى إلا فى وجود الدهون المشبعة لذا فتناول الجمبرى مع الأرز الأبيض وغياب الدهون المشبعة بأى صورها قد يمنحك حق الاستمتاع بما تحب فى غياب الخطر.
أيضا الإفطار المحتوى على الفول مضافا إليه الليمون والكمون وبيض مسلوق وقليل من الزبادى منزوع الدسم مع شريحة خبر أسمر محمص إنما هو إفطار مثالى لعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول الذى لن يمتص فى تلك الوجبة الذكية بينما لو قليت تلك البيضة ذاتها فى الزبد لا تمتصها الأمعاء بمحتواها الكامل من الكوليسترول.
● الكوليسترول الحيوانى يختلف عن الكوليسترول النباتى. رغم أن الكوليسترول النباتى يقل كثيرا فى وجوده فى الخضراوات والفاكهة إلا أنه يوجد فى البعض منها مثل ثمرة الأفوكادو التى قد تؤكل بمفردها مع إضافة الليمون وزيت الزيتون أو تستخدم فى إعداد سلطة الجواكوبالى رائعة المذاق فريدة الفائدة إذ يضاف إليها الليمون والكسبرة الخضراء والطماطم والبصل فى مزاج صحى طازج.
إذن يمكن؛ الاستمتاع بالمذاقات التى تحبها وألوان الطعام التى تشتهيها والمحتوية على الكوليسترول إذا أعددت مائدتك بوعى وذكاء نتيجة حوار دائم بينك وبين أصحاب الشأن الطبى والغذائى