لكل منا طريقته الخاصة التي يتبعها في دراسته، لا مانع مع ذلك من الاستفادة من نصائح "خبير" في هذا المجال، أترككم مع هذه المقالة للأستاذ الشيخ علي الطنطاوي- رحمه الله تعالى -
-----------------------
كنت في مصر فزرت صديقا لي قبيل المغرب فجاء ولده يسلم علي وهو مصفر الوجه، بادي الضعف، فقلت: خيرا إن شاء الله. هل هو مريض؟
قال أبوه: ما به شيء، ولكنه كان نائما.
فسألته: وما له ينام في غير الوقت المناسب؟
قال: ليسهر في الليل، إنه يبقى ساهرا كل ليلة إلى الفجر.
قلت: وليه؟ قال: يستعد للامتحان.
قلت: أعوذ بالله، هذا أقصر طريق للوصل إلى السقوط في الامتحان، لقد دخلت خلال دراستي الابتدائية والثانوية والعالية امتحانات لا أحصي عددها، فما سقطت بحمد الله في واحد منها بل كنت فيها من المجلين السابقين، وما سهرت من أجلها ساعة بل كنت أنام أيام الامتحان أكثر مما أنام في غيرها.
فعجب الولد، وقال: تنام أكثر؟
قلت: نعم! وهل إلا هذا الامتحان؟ الامتحان مباراة، أفرأيت رياضيا، ملاكما أو مصارعا يهد جسمه ليالي المباراة بالسهر أم تراه ينام ويأكل ويستريح ليدخل المباراة قويا نشيطا؟ إن أول نصيحة أسديها لمن يدخل الامتحان من الطلاب والطالبات أن يحسن الغذاء وأن ينام ثماني ساعات.
فسألني: والوقت؟ قلت: إن الوقت متسع وإن ساعة واحدة تقرأ فيها وأنت نشيط مستريح، تنفعك أكثر من أربع ساعات تقرؤها وأنت نعسان تعبان تظن أنك حفظت الدرس وأنت لم تحفظه.
فقال: إن كانت هذه هي النصيحة الأولى، فما الثانية؟ قلت أن تعرف نفسك أولا، ثم تعرف كيف تقرأ فإن من الطلاب من يسمع الدرس من المعلم فينساه فإذا قرأه بنفسه استقر فيها. ومنهم من يقرأ فينسى فإذا سمع بأذنه حفظ، أي إن من الناس من هو (بصري) يكاد يذكر في الامتحان صفحة الكتاب ومكان المسألة منها، ومنهم من هو (سمعي) يذكر رنة صوت الأستاذ. فإن كنت من أهل البصر فادرس وحدك وإن كنت من أهل السمع فادرس مع رفيق لك مثلك. واجعله يقرأ عليك.
قال: وكيف أعرف نفسي؟ قلت: أنا أكتب لك عشر كلمات لا رابط فيها مثل ( كتاب، مئذنة، سبعة عشر، هارون الرشيد) وأقرؤها عليك مرة واحدة ثم تكتب أنت ما حفظته منها، وأكتب مثلها وأطلعك عليها لحظة وأرى ما حفظته منها، فإن حفظت بالسمع أكثر فأنت (سمعي) وإلا فأنت (بصري). فسألني: والنصيحة الثالثة؟ قلت: أن تجعل للدراسة برنامجا تراعي فيه تنويع الدروس، فإذا تعبت من الحساب أو الجبر اشتغلت بعده بالتاريخ أو الأدب فيكون ذلك كالراحة لك من تعب الأول.
وأحسن طريقة وجدتها للقراءة، أن تمر أولا مرا سريعا على الكتاب كله، ثم تفهم فصلا فصلا منه على أن يكون القلم في يدك إن كنت تقرأ بنفسك، فالجملة المهمة تخط تحتها خطا بالأحمر، والشرح الذي لا ضرورة له تضرب عليه بخط خفيف، والفقرة الجامعة تشير عليها بسهم.
ثم يأتي دور المراجعة، فتأخذ الكتاب معك وتمشي في طريق خال، وتستعرض في ذهنك مسائله مسألة مسألة تتصور أنك في الامتحان وإن هذا السؤال قد وجه إليك فإذا وجدت أنه حاضر في ذهنك تركته وإلا فتحت الكتاب فنظرت فيه نظرة تقرأ فيها الفقرات والجمل التي كنت قد أشرت إليها فقط فتذكر ما نسيته. وإن وجدت أنك لا تذكر من المسألة شيئا أعدت قراءة الفصل كله. ثم لا تجعل الخوف يتملكك، فبعض الطلاب ينظرون إلى الكتاب الكبير والوقت القصير الباقي ويريدون أن يحفظوه كله في ساعة فلا يستطيعون فيدخل عليهم الخوف من أن يجيء الامتحان وهم لم يكملوا حفظه. ومثلهم مثل الذي يريد أن يمشي على رجليه من البلد إلى المطار ليدرك الطيارة وما معه من الوقت إلا ساعة فإن قال لنفسه، كيف أصل؟ فإن ركض كالمجانين فتعب حتى وقع لم يصل أبدا، وإن قسم الوقت والخطى، وقال لنفسه: إن علي أن أمشي في الدقيقة مئة خطوة فقط سار متمهلا مطمئنا، ووصل سالما.
إن بعض الطلاب يقف أمام غرفة الامتحان يعرض في ذهنه مسائل الكتاب كلها، فإذا لم يذكرها اعتقد أنه غير حافظ درسه واضطرب وجزع مع أنه يستحيل أن يذكر المسائل كلها دفعة واحدة وإن كان يعرفها.
كم اسما تعرف من أسماء إخوانك وأصدقائك؟ هل تستطيع أن تسردها كلها سردا في لحظة واحدة؟ لا، ولكن إذا مر الرجل أمامك، أو وصف لك، ذكرت اسمه إذ إن غياب هذه المعلومات عن ذهنك ليس معناه إنها فقدت من ذاكرتك.
إنك كلما قرأت درسا استرحت بعده أو انصرفت إلى شيء بعيد عنه ليستقر في ذهنك، ومن الطلاب من يقرأ الدرس فإذا فرغ منه عاد إليه ويكرر ذلك مرات يحسب إن ذلك خير، مع إن ذلك كمن يأخذ صورة (بالفوتوغراف) ثم يأخذها مرة ثانية من غير أن يبدل اللوحة أو يدير الفيلم فتطمس الصورتان.
عليك أن تستريح ليلة الامتحان وتدع القراءة وتأخذ قصة خفيفة، أو تزور أهلك أو أصدقائك أو تتلهى بشيء يصرفك عن التفكير في الامتحان، وأن تنام تلك الليلة تسع ساعات أو عشرا، إن استطعت، ولا تخش أن تذهب المعلومات من رأسك فإن الذاكرة أمرها عجيب ولا سيما عند من كان في أوائل الشباب. إن ما ينقش فيها في الصبا لا ينسى، وإني قد أنسى اليوم ماذا تعشيت البارحة ولكني أذكر ما كان قبل أربعين أو خمس وأربعين سنة كأني أراه الآن.
وعليك أن تعلم أن الامتحان ميزان يصح غالبا، وقد يخطئ حينا، وإن المصحح بشر يكون مستريحا فيقرأ بإمعان وقد يتعب فلا يدقق النظر.
وأنه ينشط ويمل ويصيب ويخطئ وقد يختلف حكمه على الورقة وعلى أخرى مثلها باختلاف حالتي راحته وتعبه، ورضاه وسخطه.
وقد جربوا في أمريكا مصححا مرة أعطوه أوراقا فوضع لها العلامات والدرجات ثم محوا علامته وجاءوه بها مرة ثانية ليصححها فإذا هو يبدل أحكامه عليها، وتختلف درجاته في المرتين أكثر من عشرين في المئة.
وطلبوا من مصحح مرة أخرى أن يكتب هو الجواب الذي يستحق العلامة التامة ثم أخذوا جوابه فكتبوه بخط آخر وبدلوا فيه قليلا وعرضوه عليه مع الأوراق فأعطاه علامة دون الوسط. والمصحح ليس في يده ميزان الذهب، وقد يتردد بين الستين من مئة وبين السبعين وقد يكون في هذه العلامات العشر نجاح التلميذ أو سقوطه، وربما وقعت الورقة في يد مصحح مشدد فأسقطها ولو وقعت في يد آخر مهون لمشاها.
تسألني ماذا أعمل؟ وأنا أقول لك – اعمل الذي هو عليك ودع الباقي لله. إن عليك بعد حفظ الدرس أن توضح خطك، فإن سوء الخط وخفاءه ربما كانا السبب في غضب المصحح أو نقمته فأساء حكمه على الورقة فأسقطها. ثم عليك أن تكثر من العناوين وأن تقطع الفقرات وتميزها وأن تتجنب الفضول والاستطراد، وقد يستطرد التلميذ فيذكر أمرا لم يطلب منه، يريد بذلك أن يكشف عن عمل، فيقع في خطأ يكشف جهله فيكون سبب سقوطه. هذا الذي عليك وهذا الواجب في الامتحان وغيره.
على المرء أن يسعى ويعمل، ولكن ليس النجاح منوطا دائما بالسعي والعمل، وقد يمرض اثنان فيستشيران الطبيب الواحد ويتخذان العلاج الواحد ويكونانا في المشفى في الغرفة الواحدة وتكون معاملتهما واحدة فيموت هذا ويبرأ هذا، فمما كان ذلك؟ من الله!.
ويفتح اثنان متجرين ويأتيان بالبضاعة الواحدة ويتخذان طريقة للبيع واحدة فيقع هذا على صفقة تجعله من كبار الأغنياء ويبقى ذلك في موضعه، فمما كان ذلك؟ من الله.
وأنا لا أقول لأحد أن يترك السعي، لا، فالسعي مطلوب وعلى التلميذ أن يقرأ الكتاب كله حتى الحاشية التي لا يهتم غيره بها إذا ربما كان السؤال في الامتحان منها، وبعد ذلك يتوجه إلى الله فيطلب منه النجاح.
-----------------------
كنت في مصر فزرت صديقا لي قبيل المغرب فجاء ولده يسلم علي وهو مصفر الوجه، بادي الضعف، فقلت: خيرا إن شاء الله. هل هو مريض؟
قال أبوه: ما به شيء، ولكنه كان نائما.
فسألته: وما له ينام في غير الوقت المناسب؟
قال: ليسهر في الليل، إنه يبقى ساهرا كل ليلة إلى الفجر.
قلت: وليه؟ قال: يستعد للامتحان.
قلت: أعوذ بالله، هذا أقصر طريق للوصل إلى السقوط في الامتحان، لقد دخلت خلال دراستي الابتدائية والثانوية والعالية امتحانات لا أحصي عددها، فما سقطت بحمد الله في واحد منها بل كنت فيها من المجلين السابقين، وما سهرت من أجلها ساعة بل كنت أنام أيام الامتحان أكثر مما أنام في غيرها.
فعجب الولد، وقال: تنام أكثر؟
قلت: نعم! وهل إلا هذا الامتحان؟ الامتحان مباراة، أفرأيت رياضيا، ملاكما أو مصارعا يهد جسمه ليالي المباراة بالسهر أم تراه ينام ويأكل ويستريح ليدخل المباراة قويا نشيطا؟ إن أول نصيحة أسديها لمن يدخل الامتحان من الطلاب والطالبات أن يحسن الغذاء وأن ينام ثماني ساعات.
فسألني: والوقت؟ قلت: إن الوقت متسع وإن ساعة واحدة تقرأ فيها وأنت نشيط مستريح، تنفعك أكثر من أربع ساعات تقرؤها وأنت نعسان تعبان تظن أنك حفظت الدرس وأنت لم تحفظه.
فقال: إن كانت هذه هي النصيحة الأولى، فما الثانية؟ قلت أن تعرف نفسك أولا، ثم تعرف كيف تقرأ فإن من الطلاب من يسمع الدرس من المعلم فينساه فإذا قرأه بنفسه استقر فيها. ومنهم من يقرأ فينسى فإذا سمع بأذنه حفظ، أي إن من الناس من هو (بصري) يكاد يذكر في الامتحان صفحة الكتاب ومكان المسألة منها، ومنهم من هو (سمعي) يذكر رنة صوت الأستاذ. فإن كنت من أهل البصر فادرس وحدك وإن كنت من أهل السمع فادرس مع رفيق لك مثلك. واجعله يقرأ عليك.
قال: وكيف أعرف نفسي؟ قلت: أنا أكتب لك عشر كلمات لا رابط فيها مثل ( كتاب، مئذنة، سبعة عشر، هارون الرشيد) وأقرؤها عليك مرة واحدة ثم تكتب أنت ما حفظته منها، وأكتب مثلها وأطلعك عليها لحظة وأرى ما حفظته منها، فإن حفظت بالسمع أكثر فأنت (سمعي) وإلا فأنت (بصري). فسألني: والنصيحة الثالثة؟ قلت: أن تجعل للدراسة برنامجا تراعي فيه تنويع الدروس، فإذا تعبت من الحساب أو الجبر اشتغلت بعده بالتاريخ أو الأدب فيكون ذلك كالراحة لك من تعب الأول.
وأحسن طريقة وجدتها للقراءة، أن تمر أولا مرا سريعا على الكتاب كله، ثم تفهم فصلا فصلا منه على أن يكون القلم في يدك إن كنت تقرأ بنفسك، فالجملة المهمة تخط تحتها خطا بالأحمر، والشرح الذي لا ضرورة له تضرب عليه بخط خفيف، والفقرة الجامعة تشير عليها بسهم.
ثم يأتي دور المراجعة، فتأخذ الكتاب معك وتمشي في طريق خال، وتستعرض في ذهنك مسائله مسألة مسألة تتصور أنك في الامتحان وإن هذا السؤال قد وجه إليك فإذا وجدت أنه حاضر في ذهنك تركته وإلا فتحت الكتاب فنظرت فيه نظرة تقرأ فيها الفقرات والجمل التي كنت قد أشرت إليها فقط فتذكر ما نسيته. وإن وجدت أنك لا تذكر من المسألة شيئا أعدت قراءة الفصل كله. ثم لا تجعل الخوف يتملكك، فبعض الطلاب ينظرون إلى الكتاب الكبير والوقت القصير الباقي ويريدون أن يحفظوه كله في ساعة فلا يستطيعون فيدخل عليهم الخوف من أن يجيء الامتحان وهم لم يكملوا حفظه. ومثلهم مثل الذي يريد أن يمشي على رجليه من البلد إلى المطار ليدرك الطيارة وما معه من الوقت إلا ساعة فإن قال لنفسه، كيف أصل؟ فإن ركض كالمجانين فتعب حتى وقع لم يصل أبدا، وإن قسم الوقت والخطى، وقال لنفسه: إن علي أن أمشي في الدقيقة مئة خطوة فقط سار متمهلا مطمئنا، ووصل سالما.
إن بعض الطلاب يقف أمام غرفة الامتحان يعرض في ذهنه مسائل الكتاب كلها، فإذا لم يذكرها اعتقد أنه غير حافظ درسه واضطرب وجزع مع أنه يستحيل أن يذكر المسائل كلها دفعة واحدة وإن كان يعرفها.
كم اسما تعرف من أسماء إخوانك وأصدقائك؟ هل تستطيع أن تسردها كلها سردا في لحظة واحدة؟ لا، ولكن إذا مر الرجل أمامك، أو وصف لك، ذكرت اسمه إذ إن غياب هذه المعلومات عن ذهنك ليس معناه إنها فقدت من ذاكرتك.
إنك كلما قرأت درسا استرحت بعده أو انصرفت إلى شيء بعيد عنه ليستقر في ذهنك، ومن الطلاب من يقرأ الدرس فإذا فرغ منه عاد إليه ويكرر ذلك مرات يحسب إن ذلك خير، مع إن ذلك كمن يأخذ صورة (بالفوتوغراف) ثم يأخذها مرة ثانية من غير أن يبدل اللوحة أو يدير الفيلم فتطمس الصورتان.
عليك أن تستريح ليلة الامتحان وتدع القراءة وتأخذ قصة خفيفة، أو تزور أهلك أو أصدقائك أو تتلهى بشيء يصرفك عن التفكير في الامتحان، وأن تنام تلك الليلة تسع ساعات أو عشرا، إن استطعت، ولا تخش أن تذهب المعلومات من رأسك فإن الذاكرة أمرها عجيب ولا سيما عند من كان في أوائل الشباب. إن ما ينقش فيها في الصبا لا ينسى، وإني قد أنسى اليوم ماذا تعشيت البارحة ولكني أذكر ما كان قبل أربعين أو خمس وأربعين سنة كأني أراه الآن.
وعليك أن تعلم أن الامتحان ميزان يصح غالبا، وقد يخطئ حينا، وإن المصحح بشر يكون مستريحا فيقرأ بإمعان وقد يتعب فلا يدقق النظر.
وأنه ينشط ويمل ويصيب ويخطئ وقد يختلف حكمه على الورقة وعلى أخرى مثلها باختلاف حالتي راحته وتعبه، ورضاه وسخطه.
وقد جربوا في أمريكا مصححا مرة أعطوه أوراقا فوضع لها العلامات والدرجات ثم محوا علامته وجاءوه بها مرة ثانية ليصححها فإذا هو يبدل أحكامه عليها، وتختلف درجاته في المرتين أكثر من عشرين في المئة.
وطلبوا من مصحح مرة أخرى أن يكتب هو الجواب الذي يستحق العلامة التامة ثم أخذوا جوابه فكتبوه بخط آخر وبدلوا فيه قليلا وعرضوه عليه مع الأوراق فأعطاه علامة دون الوسط. والمصحح ليس في يده ميزان الذهب، وقد يتردد بين الستين من مئة وبين السبعين وقد يكون في هذه العلامات العشر نجاح التلميذ أو سقوطه، وربما وقعت الورقة في يد مصحح مشدد فأسقطها ولو وقعت في يد آخر مهون لمشاها.
تسألني ماذا أعمل؟ وأنا أقول لك – اعمل الذي هو عليك ودع الباقي لله. إن عليك بعد حفظ الدرس أن توضح خطك، فإن سوء الخط وخفاءه ربما كانا السبب في غضب المصحح أو نقمته فأساء حكمه على الورقة فأسقطها. ثم عليك أن تكثر من العناوين وأن تقطع الفقرات وتميزها وأن تتجنب الفضول والاستطراد، وقد يستطرد التلميذ فيذكر أمرا لم يطلب منه، يريد بذلك أن يكشف عن عمل، فيقع في خطأ يكشف جهله فيكون سبب سقوطه. هذا الذي عليك وهذا الواجب في الامتحان وغيره.
على المرء أن يسعى ويعمل، ولكن ليس النجاح منوطا دائما بالسعي والعمل، وقد يمرض اثنان فيستشيران الطبيب الواحد ويتخذان العلاج الواحد ويكونانا في المشفى في الغرفة الواحدة وتكون معاملتهما واحدة فيموت هذا ويبرأ هذا، فمما كان ذلك؟ من الله!.
ويفتح اثنان متجرين ويأتيان بالبضاعة الواحدة ويتخذان طريقة للبيع واحدة فيقع هذا على صفقة تجعله من كبار الأغنياء ويبقى ذلك في موضعه، فمما كان ذلك؟ من الله.
وأنا لا أقول لأحد أن يترك السعي، لا، فالسعي مطلوب وعلى التلميذ أن يقرأ الكتاب كله حتى الحاشية التي لا يهتم غيره بها إذا ربما كان السؤال في الامتحان منها، وبعد ذلك يتوجه إلى الله فيطلب منه النجاح.